جلس القرفصاء أمام بيت مهجور....يحدث أعماق نفسه عن حياته وكيف أصبح غريبا في دنيا الناس.تنهد بألم وحزن....ونظر إلى ماحوله فلم ير إلا أرضا جرداء مجدبة موحشة.تملكه خوف شديد لم يستطع معه المقاومة....نهض واقفا بصعوبة شديدة....ومشى في الطريق تراوده أفكار وأحلام ومتمنيات....مرةيبكي ومرة أخرى يضحك....هيكل بشري أعيته صروف الزمان وأنهكه ظلم بني جلدته....تابع المسير....وهناك قرب الوادي رأى شجرة وارفة الظلال فوقها بلابل تشدو وتغني ألحان المحبة والصفاء وأنغام الكرامة والهناء....دلف نحوها وجلس تحتها....أحس الغريب بنشوة عارمة تهز أركان كيانه.ونادته جوارحه أن لاعيش بعزة إلا تحت ظلال هده الشجرة الوارفة.
ومع مرور الأيام أصبح الغريب من رعاة الشجرة الطيبة المعطاء ومن حماتها....